من مآسي المسلمين في الدول الغربية
لا شك أن مآسي المسلمين والمسلمات في كثير من دول الكفر كثيرة ، وحالهم في تلك الدول يُفطِّر القلب ،
ويُدمع العين .
وكلنا نسمع ونقرأ ما يتعرضون له من مضايقات ، وبخاصة النساء ، وقد بان زيف هذه الدول التي تدَّعي
الحضارة والحرية ، فراحوا يضيقون على المسلمين في وظائفهم وبيوتهم ، وعلى النساء في حجابهن
وعملهن ، فأطلقوا الحريات في زواج المثليين ، والشذوذ الجنسي ، وحرية الإساءة للإسلام وأهله
وضيَّقوا على المسلمين في شعائرهم وشرائعهم
.
والواجب على كل من قدر على الخروج من تلك الديار أن لا يقصِّر في ذلك ، قبل أن يأتي يوم يندم فيه
على تفويت الفرصة ، ولا يملك حتى نفسه ليخرج بها ، وذلك بعد أن يضِيع أولاده في خضم تلك الحضارة الزائفة الخارجة عن كل خلق وفضيلة ، فيعيش سنين حياته يعمل ويكد ويجتهد ، ثم يسلِّم أولاده
للشارع والكنيسة ، خسر الدنيا والآخرة .
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله
- :
الإقامة في بلاد الكفار خطر عظيم على دين المسلم ، وأخلاقه ، وسلوكه ، وآدابه ، وقد شاهدنا وغيرا
انحراف كثير ممن أقاموا هناك فرجعوا بغير ما ذهبوا به ، رجعوا فُسّاقًا ، وبعضهم رجع مرتدًا عن دينه
وكافرًا به وبسائر الأديان - والعياذ بالله - حتى صاروا إلى الجحود المطلق والاستهزاء بالدين وأهله
السابقين منهم واللاحقين ، ولهذا كان ينبغي بل يتعين
التحفظ من ذلك ووضع الشروط التي تمنع من الهويّ في تلك المهالك
... .
وكيف تطيب نفس مؤمن أن يسكن في بلاد كفار تعلن فيها شعائر الكفر ويكون الحكم فيها لغير الله
ورسوله ، وهو يشاهد ذلك بعينه ويسمعه بأذنيه ويرضى به ، بل ينتسب إلى تلك البلاد ويسكن فيها بأهله
وأولاده ويطمئن إليها كما يطمئن إلى بلاد المسلمين مع ما في ذلك من الخطر العظيم عليه وعلى أهله
وأولاده في دينهم وأخلاقهم
.
لا يجوز للمرأة المسلمة التنازل عن عفافها وحجابها أمام تلك المغريات الفاسدة الزائلة ، ولا يزال شياطين
الإنس والجن يزينون للمرأة الانخراط في سلك الغاوين ، فمن تبعهم زينوا الدنيا في ناظريه ، وأبعدوه عن
التفكير في القبر والآخرة ولقاء الله تعالى .
وللأسف أن يساهم بعض مفتي الفضائيات في نزع المرأة حجابها بحجة الدراسة أو العمل ، ولا خير في
دراسة وعمل يسبب غضب الرب تبارك وتعالى وسخطه ، وأي متاع دنيوي ستحوزه المرأة بشهادتها أو راتبها ، وهي تعلم أنه على حساب ثواب الآخرة ورضا الله تعالى ، فلا يرضى بهذا إلا مَنْ زُيِّن له سوء
عمله فرآه حسناً .
ولا يجوز للمسلمة أن تكشف عن وجهها فضلاً أن تكشف عن شعرها ، ولو بحجة الدراسة أو العمل ، وما
عند الله خيرٌ وأبقى ، ويجب على كل مسلم أن يسارع في الخروج من تلك الظلمات ، وعلى العلماء أن
يعينوا الأسر المسلمة على دينها وطاعة ربها بدلاً من إعانتهم على تكوين ثرواتهم وعبادة الدرهم والدولار
قال الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله
- :
لا يجوز لكِ ولا لغيركِ من النساء السفور في بلاد الكفار ، كما لا يجوز ذلك في بلاد المسلمين ، بل يجب
الحجاب عن الرجال الأجانب سواء كانوا مسلمين أو كفاراً ، بل وجوبه عن الكفار أشد ؛ لأنه لا إيمان لهم
يحجزهم عما حرم الله .
ولا يجوز لكِ ولا لغيركِ طاعة الوالدين ولا غيرهما في فعل ما حرم الله ورسوله ، والله سبحانه يقول في
كتابه المبين : ( وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن ) الأحزاب/53 .
فبيَّن سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة أن تحجَّب النساء عن الرجال غير المحارم أطهر لقلوب الجميع ،
وقال سبحانه : ( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ) إلى أن قال سبحانه : ( ... ولا
يبدين زينتهن إلا لبعولتهن ... ) النور/31 .